Home»National»لغة الضاد في غنى عن دفاع المغرضين الذين يظنون أنه من السهل الارتزاق بها

لغة الضاد في غنى عن دفاع المغرضين الذين يظنون أنه من السهل الارتزاق بها

0
Shares
PinterestGoogle+

لغة الضاد في غنى عن دفاع المغرضين الذين يظنون أنه من السهل الارتزاق بها

 

محمد شركي

 

نشر المتهافتون على فكرة الدفاع عن اللغة العربية غسيلهم الوسخ كما يقال على موقع إعلامي على الشبكة العنكبوتية . وحقيقة غسيلهم  الوسخ هذا أن كل واحد منهم أراد أن يظهر بمظهر المدافع  والمنافح عن اللغة العربية ، والحقيقة أنهم إنما يدافعون عن ارتزاقهم بفكرة الدفاع عن اللغة العربية . وأريد أن أذكر بداية  وقبل أن أكشف النقاب عن ارتزاق المرتزقة بفكرة الدفاع عن اللغة العربية بأن الله عز وجل قد تولى الدفاع عنها عندما  وعد في كتابه الكريم  بذلك قائلا : (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))  فلا  يستقيم في منطق مقبول أو عقل  سليم  أن  يشمل الله عز وجل مضمون الذكر بالحفظ دون أن  يشمل ذلك الحفظ لغة  أو شكل  الذكر. ففكرة حماية اللغة العربية  فكرة متهافتة من أساسها ومنطلقها . وعندما سمعت أول مرة  بما يسمى جمعية حماية اللغة العربية  أو الدفاع عنها استغربت هذه التسمية التي  أراد من اخترعها الإيحاء بأن اللغة العربية  تتهددها أخطار،  لهذا وجب الدفاع عنها . وزاد استغرابي عندما علمت بأن فكرة الدفاع عن اللغة العربية  من  بنات أفكار رجل من اهتماماته لغة أجنبية قبل العربية . وكنت قد احتفظت لهذا الرجل  بذكرى سيئة يوم كان يدرس مادة الترجمة بالمركز الوطني لتكوين المفتشين  ، وكان يجمع   الطلبة المفتشين  لعدة تخصصات في قاعة درس واحدة لترجمة نص قصير من العربية إلى  الفرنسية أو العكس ، ولم  يكن متقنا  للعربية إتقانه للفرنسية . ومما عيب عليه يومئذ أنه  صرف الطلبة المفتشين لمادة التربية الإسلامية عن حضور درسه ،لأن مستواهم في اللغة الفرنسية  لم يرضه  ، فأحالهم على غيره ممن كان يدرس مبادىء اللغة  الفرنسية لأن  تكوين بعضهم  كان شرعيا وأصيلا ، ولم تكن الفرنسية مما يعنيهم في تخصصهم إلا أن  الرجل ازدراهم واحتقرهم  ،فانصرفوا عنه وهم أشد احتقارا له  ولسلوكه غير التربوي . وبعد انصراف الطلبة المفتشين لمادة التربية الإسلامية  دنا مني  ذات يوم ، وقد أخطأ الحساب والتقدير ، فظنني منهم فأخبرني بخبث أنه يجب علي أن ألتحق بهم  حيث  هم  في حصة  مبادىء اللغة الفرنسية  ،لأن حصته  فوق ما  أعرف وما أطيق في نظره . وكان سبب خطئه  في الحساب  والتقدير  انه انخدع بلحيتي ، وهو ممن يخدعهم المظاهر الخارجية ، ولم يفكر لحظة واحدة في سؤالي عن مادة تخصصي التي هي اللغة العربية ، ولم يكن يعرف أنني يومئذ  رئيس جمعية مدرسي اللغة العربية  بالجهة الشرقية  قبل  أن تولد في جمجمته فكرة الدفاع عن اللغة العربية  بسنوات، ولم يكن يعرف أنني حاصل على شهادة الباكلوريا الأدبية  في تخصص القسم الإنجليزي ،  فأخبرته  بهدوء أنني طالب مفتش  متخصص في اللغة العربية وأنه لا يوجد لدي مانع من متابعة حصص ترجمته التي كانت  في الغالب عرجاء عندما  يتعلق الأمر بتحويل النص الفرنسي إلى نص عربي ، لأن الرجل لم يكن بينه وبين العربية إلا الخير والإحسان كما يقول المثل الشعبي . وكانت المفاجأة كبرى عندما حضر أول مرة إلى مدينة  وجدة مبشرا  بفكرة جمعية الدفاع عن اللغة العربية ، وقلت في نفسي يومئذ لعل الرجل قد  أنبه ضميره ، وندم على صرفه زمنا طويلا من عمره في خدمة اللغة الفرنسية ، فأراد أن يكفر عن  خطيئته بتقديم خدمة للغة العربية . وتهافت بعضهم على فكرته وتلقفوها وكأنها  اكتشاف عظيم يعدل اكتشاف النار أو كروية الأرض أو الجاذبية أو النزول على سطح القمر .  ونشأت فروع لجمعية الدفاع عن اللغة العربية في طول الوطن وعرضه ، واستقطب لها الناس استقطابا  ، وخامرني الشك منذ أول وهلة في نوايا وطوايا  بعض المتهافتين على إنشاء  هذه الفروع خصوصا عندما أخبرتهم  من خلال كلمة  يوم أول اجتماع لهم بأن الساحة الوطنية لم تكن خلوا من جمعيات أنشأت لخدمة اللغة العربية لا للدفاع عنها من قبيل  جمعية مدرسي اللغة العربية بالجهة الشرقية  ،والتي لم تلق دعما من  الجهة الرسمية  الداعمة لكل الجمعيات باستثناء جمعية مدرسي اللغة العربية . وقدمت لهم الأستاذ  الدكتور الحرفي الذي يعود إليه شرف  إنشاء جمعية مدرسي اللغة العربية بالجهة الشرقية سنة 1959  ، وهو تاريخ  ربما لم يكن  هؤلاء المتهافتون قد خلقوا بعد . ولم يحفل هؤلاء بجهود من سبقهم  في   المجال الجمعوي لخدمة اللغة العربية ، لأنهم كانوا  منشغلين بالطمع في الارتزاق بفكرة الدفاع عن اللغة العربية  ذات البريق والإغراء. واستدعيت من بعضهم إلى مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية  بوجدة للانخراط في فرع جمعية الدفاع عن اللغة العربية ، فحضرت مرتين ، وتبين لي أن  غرض من دعاني هو البحث عن  ظهر من الظهورالتي تمتطى من أجل تحقيق هدف الارتزاق بفكرة الدفاع عن اللغة العربية ، فانصرفت دون أن أكشف  قناعهم . وكما توقعت  من قبل  فسد الود بين المرتزقة  بفكرة الدفاع عن اللغة العربية خصوصا بعد تخصيص اللغة العربية بيوم عالمي حيث زاد المتهافتون المرتزقة تهافتا ، ولم تعد  فكرة جمعية الدفاع عن اللغة العربية  تلبي  أطماعهم وارتزاقهم ، فعمدوا إلى إنشاء  الأحلاف  ، وهو ما أغضب  المرتزق الأول بفكرة الدفاع عن اللغة العربية ، وهو  يرى مرتزقته  يشقون عصا الطاعة عليه  ، ويحاولون سحب البساط من تحت قدمه ، فكان النزال الإعلامي بينهم على المواقع العنكبوتية ، وكان نشر الغسيل الوسخ  ، وفضح الله عز وجل  سرهم.

وعلى المرتزقة  بفكرة الدفاع عن اللغة العربية أن  يتيقنوا من أن لغة الضاد كما مر في بداية هذا المقال تدخل ضمن الحفظ الإلهي  الذي وعد به ناجز الوعد سبحانه ، وأنها في غنى عن دفاعهم الموهوم . وإذا كانوا بالفعل يريدون الدفاع عنها فعليهم أن  يلتفتوا إلى المدارس القرآنية  في الأرياف والبوادي والحواضر حيث  تستقيم ألسنة الناشئة  بلغة القرآن الكريم ، وهم يشتغلون به حفظا وفهما وتفسيرا وتأويلا  ،  وهو ما يعني  احتكاكهم المباشر مع  علوم العربية  خلاف ما يحدث في  مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي حيث  تتلقى الناشئة  عربية هجينة ، تصرفهم عن علوم العربية صرفا بما فيها علوم الآلة  حتى صار علم الإعراب على سبيل المثال لا الحصر من الطلاسم  بالنسبة  إليهم  مع أنه  علم الفهم . ولقد أبعدت الناشئة  في مؤسسات التعليم العمومي والخصوصي  عمدا وعن سبق  إصرار عن  لغة القرآن الكريم ، وهي الممثلة الوحيدة والشرعية له ،فاستعجمت هذه الناشئة  استعجاما ، ولم تعد تملك ملكة  العربية السليمة بعدما أقصيت كل النصوص البليغة التي كانت توصل إلى فهم بلاغة لغة القرآن الكريم . ولن تستقيم  ألسنة الناشئة  أبدا  بشعر التفعيلة  ولا ببلاغته العصرية ولا بانزياحاته ورموزه وأساطيره وأخيلته الممجوجة ، ولا بالسرد الفج  وتقنياته ، ولا بعموم  ما يقترح من نصوص ركيكة تفتقر إلى المعايير الحقيقية التي تسلكها في سلك الكلام الفصيح البليغ الذي يفضي إلى معانقة لغة القرآن الكريم المهذبة للأذواق  والصانعة للملكات اللغوية السليمة  .

 وأخيرا أنصح المرتزقة بفكرة الدفاع عن اللغة العربية  بشي النمل كما يقول المثل العامي لأن العربية في أمن وأمان ما دام القرآن يتلى بالليل والنهار .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *