« معيور » السياسيين
من أبرز الدلائل على بؤس الحقل
السياسي المغربي تلاشي القيم
السياسية واانحطاطها ولجوء
السياسيين إلى استعارة لغة غريبة
وغير مألوفة لتشويه سمعة الخصوم
والتقليل من شأنهم .توظيف قاموس
المعيور سياسيا وبشكل متواتر ومن طرف
مختلف الأطراف التي تؤثث المشهد
السياسي تؤكد بوضوح طغيان منطق
الإنتهازية السياسية وعقم برامج
الأحزاب …
إلى جانب الوصف الشهير « العفاريت
والتماسيح » الذي أطلقه بنكيران على
أعدائه السياسيين والذين لم يحدد
أسماءهم ،فقد أطلق في مناسبات
مختلفة قنابل لفظية عنيفة أخرى .
حيث وصف إلياس العمري ب »السلكوط »
وموقد الفتنة . كما نعت مؤسس حزب
البام « فؤاد عالي الهمة » بالإرهابي
والإستئصالي . أما صلاح الدين مزوار
زعيم ج8 الذي نافس بنكيران بشراسة في
الإنتخابات التشريعية الأخيرة فهو
ليس سوى كركوزا يحرك من الخلف .
أفتاتي صقر البيجيدي مفجر قصة
مزوار والأربعين مليونا قال في إحدى
خرجاته إن مزوار إنتهت صلاحيته
بمعنى « بيريمي » واعتبره « راجل مكيحشمش
« …
مزوار بدوره يرى في بنكيران مجرد
صانع للفرجة السياسية أما عبد
العزيز بنعزوز عضو المكتب السياسي
للبام فوصف بنكيران بالتمساح الكبير
.
شباط قائد الكتيبة الإستقلالية
الجديد صاحب » المدفعية الثقيلة »
والبارع في انتقاء الألفاظ الزنقاوية
،سخر قبل أيام من رئيس الحكومة
الذي وصفه بالمسحور ونصحه بزيارة »
بويا عمر »، وأطلق في حقه سابقا ألفاظ
قدحية أخرى عديدة مثل :المهرج ،
الديكتاتور ، المريض النفسي … ولم
تستثن نيرانه حزب البيجيدي الذي
وصفه بحزب الذباب مقابل حزب النحل
الذي قصد به حزب الإستقلال .
إلياس العماري ذات يوم نعته »
السيكليست » بالشيطان المارد وتعهد
بمحاربة حزب البام زنكة زنكة.. ووصف
حزبه بالحزب الميت .
إبان الجدل الذي رافق تدابير
الحكومة الأخيرة والهادفة إلى تخفيض
ميزانية الإستثمار وبعد خرجات شباط
المنتقدة لها ، تلقى هذا الأخير
ضربة من » اليسار المدجن « وججها له
نبيل بنعبدالله حيث شبهه بزوزو أو
طرزان …
الحمار …هذا الحيوان الأليف والوديع
لم يسلم بدوره من توظيف اسمه لتجريح
وسب الخصوم السياسيين .إذا كان
اعتبار الحمار رمزا للحزب
الديموقراطي في أمريكا بمثابة
اعتراف بقبمة ومكانة هذا الحبوان
فإنه يرمز في الثقافة المغربية إلى
قمة التخلف والغباء . لحسن الداودي لم
يتردد ذات يوم في وصف حكيم بنشماس
القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة
بالحمار . هذا الأخير لم يجد حرجا
في استعمال مصطلح ذو إيحاءات جنسية
في وصف حكومة بنكيران التي نعتها
بالشاذة سياسيا .أما لشكر عراب
الإتحاديين الجديد فيعتبرها مرتدة
ووقحة …
سوء الأدب و »تخسار الهدرا » التي
يبدو أن سياسيينا تطبعوا عليها
تتجاوز في الكثير من الأحيان المجال
السياسي . مرة أراد بنكيران السخرية
من النساء ، فقال أنه لم يأت إلى
الحكومة ليفعل ما تفعله النساء في
الحمام .فأتاه رد من مريم بنصالح
زعيمة الباطرونا : وهل دخل بنكيران
حمام النساء يوما ليعرف ما يفعلنه
بداخله؟
محمد الوفا أراد أن يمازح إحدى
التلميذات بكلام لا يليق بطبيعة
المقام حينما كان في زيارة لأحد
الفصول الدراسية . فكانت النتيجة أن
حرم المسكينة من نور العلم و »عقدها »
في حياتها .
الخلاصة أن السياسة في بلادنا تنعدم
فيها الأخلاق ،والبرامج والأهداف .
فعندما ينتقد السياسي بعنف خصمه في
شخصه لا في برنامجه وأفكاره
ومنجزاته فحينئذ ندرك المسافة التي
تفصلنا عن الديموقراطية .
رشيد أوخطو
Loading...
Aucun commentaire