Home»National»فيجيج : مرثية آخــــــر النبهــاء

فيجيج : مرثية آخــــــر النبهــاء

0
Shares
PinterestGoogle+

في يوم الاثنين 3/2/2014 لبى داعي ربه الحاج محمد صفوان ، فقيه فجيج وخطيبها ، المربي ، الوطني المناضل ، الذي شهدت له مدرسة النهضة المحمدية بأفضاله الجلّى عليها مع شيخه ورفيقه الحاج محمد فرج رحمهما الله .. وقد عاشرته سنين تحت قبة المجلس العلمي المحلي لفجيج ، وعرفت بعض خصاله المبروكة ، ولم يكن بدّ من هذه الشهادة الشعرية :
بـكــر الـنـعــــي يـنــوح كـالـورقــــــاء        بـفـجــيــــج قـضّـــى آخــر الـنـبـهـــــــاء
صـفـوان ذو الـعـلـم الـغــزيـر وهــمــة        تـعـلـو إذا قـيـســت عــلـى الـجــــــــوزاء
عُـمُــٌر لَـعـَـمْـــــرُكَ حـافـل بـمـــآثــــــر        مـثـل انـشـطـار الـنـور فـي الأرجـــــــاء
عُـمُــٌر لَـعـَـمْـرُكَ حـافــل بـشـمـائـــــــل        تـحـكـي اخـضــرار الـروضـــة الـغـنّــاء
يـتــزاحــم الـطـــــلاّبُ فـي حَـلـَقـاتـــــه        غـرثــى إلــى أفــكـــاره الـبـيــضــــــــاء
وعـقـولـهـم مـطـروحــــــة بـإزائــــــــه        بـاللـيـل ، بالإصــبــاح ، بــالإمــســــــاء
صـفـوان مـيـمـون الـنـقـيـبـــــة نــابــــه        وضـمــيــرُه حــيٌّ شــديــــــدُ مــضـــــاءِ
ذو عـفـــــة ، ومــروءة ، وتــواضـــــع         شـرُفــتْ سـجـيّـتــه عـن الأهــــــــــــواء
إن تـلـقــه فـي الـعـلـم تـلْــــق مـبــــرّزا        فـــذّاً ، عـلـيْــه جـلالـــةُ الـحـكــمــــــــاء
أو تـلْــقَـــه في الـوعــظ فـهْـو سـراجــه        يــهــدي لـحــبـــل اللــــه دون مــــــــراء
ونـوازل الـفـقـهـاء مـــــلْء لـسـانـــــــه        وعـلـى الـمـنـابـر ســيّـــد الـخـطـبـــــــاء
يـشـفي غـلـيـل السـائـلـيـن بـمـنـطــــــق        وأدلّـــة تـعــصـي نُـهـــى الـحـكـمــــــــاء
مـلأتْ مـحـامـده الـــــدروب وضــوّأتْ        أفـعــــالُــه اللألاءُ كــــــــلَّ فِـــنـــــــــــاء
شـهـد الـكـبـار بـعـبـقــــريّـتـــك الــتــي        حـفّـــتْ مـجـالـي الـنـهـضـة الـفـيْـحـــــاء
كـنـتَ الـمـعـلّـم والـمـديـر وحـيـثــــمــا        تُـدعــى ، أجـبْـــــتَ بـرقــّـة الأدبــــــــاء
وتـعـدّدتْ مـنـك الـمـواهـــب بـارعـــــا        والـوقـــتُ تـصـرفـه لـخــيْـــر بِـنــــــــاء
هـل مـن فـقـيه بـعـده يـحـمي الـحـمــى        ويــردّ عـــنـــا صــبْــــوةَ الــجـــهــــلاء؟
فـهـمُ الـذيـن تـمـالــــؤوا وتــربّـصــــوا        مـثــل الـذئــاب مــســالــك الـنـبـــــــــلاء
رحـل الأحـبـّـة للـنـعــيــم تــوابــعــــــا        وأنـا هـــــنـــا فـي مــعــشـــر نُــــــــذلاءِ
واللـيْـــل أدرك نُـضـجــه ومـــرامـــــه        ومـحــا الــنـجــوم بـخِـرقــة الأقـــــــــذاء
الـمـوت قـد سـلـخ الـقـوابـس شُـرّعـــــا        حــتـى اكــتـــوتْ فــيـجـيـــجُ بــــالأرزاء
ورزيّـــة الـعـلـمــاء أفْــــدَحُ مـحــنـــــة        صـفـوانُ آخـر مــن يـمَـــسُّ رثــائـــــــي
وفـجـيـــج عـاشــتْ فـي شـغـافِ فـؤاده        حـيـن انـشـرى الأقــران فـي الأرجـــــاء
خرجـوا وقالـوا اخـرج فأنــت عميـدُنـا        فـأجـابـهــــمْ بـفـضـيـلــــة الـعـظـمــــــاء
فـي تُـربـهـا حـيّــا أروح وأغــــتــــدي        مــن قـبـرهــا أُدْعـى : وذاك دعــائـــــي
فـيـجـيـج هي الـدار والأصل والـحـمى         يـفـــدي ثـــراهـا مـهـجـتـي ودِمــائــــــي
عـاشـرتُ صـفـوانـا سـنـيـن فـلـم أجــدْ        فـي َســْمـتِـه عـيـبـا يــعــيـــق ثــنــائــــي
أكـبـرتُ فـيـه الـعـلـم والـحـزم والـنـدى        أحْـكـمْــتََــها بالـصـفــح بـالإغــضــــــــاءِ
إخـوان صـدق كـان فــيـه أمـيـرنـــــــا        حَــدِبــا يـعـامـــلــنــا بــــروحِ إخـــــــــاء
مـا زلــتُ أرقـبـه لأكـشــــف ســــــرّه        فـتـمـثـــّلــتْ لـي صـــورة الـغـــربـــــــاء
وسـمـعـتُ عـنـه مـثـقـفـــا مـتـفـتـّحــــا        ومـدافـعــا أيْــــدا عــن الـفـــقــــــــــــراء
وعـرفـتُـه عـالي الـمـقـام ، ولـم يــزلْ        عـالـي الـمـــقــــام بـــعـــــزة وإبـــــــــاء
حــتـى دعــاه اللــــه  مــن عــلـيـائــه        فــأجـابــه مـسـتــشــرفَ الـعـلــيــــــــــاء
هــذي مـشـيـئـة ربّـنـا ذهــبـتْ بـــــه           نـحـو الـنـعـيـم ومُـلـتــقــى الـصـلـحــــــاء
فـي روضـة أمـسـى كـريـمـا آمـنــــا        وتــواعـــدَ الــمــلـَـكــان طـيــب لــقـــــاء
فــازدان قــبـرك بالـبـهــاء وبالـسـنــا        وســرى نــســيــم الـعـفــو فـي الأنــحــاء
ويـطـوفُ وِلْــدانٌ عـلـيــك مـخـلّــــدو        نَ ، بــآنـــيـــات الـــفـــضـــــــــة اللألاء
والـحـورُ حـولـك لـؤلُـؤا تــرنـو لـهــا        مــتـقـــلّــبـا فــي ســـنـــدس و هـــنــــــاء
وقـرأتُ عـن صـفـوان فـي عـزمـاتـه        كاللـيــــثِ يـفْــجــــأ سـاحـــة الأعــــــداء
فـسـلـوا فـرنـسـا عـن بـديع صنـيـعـه        مــعْ نـخـبــةٍ مــــن جـيـلــه الـبـسـطـــــاء
هـل تـذكـرون غـداة نـفـي مـلـيـكـنـــا        فـي صـبـــح عــيـد بـاهــــتِ مُــتـنــائـــي
نـادوْا بـأعـلـى صـوتــهم وتــوعـّــدوا        لا عـيــَد غـيــر الـشــارة الـــســــــــوداء
لا عـيـَد ، لا أضـحـى فـإن مـلـيـكـنــا        بـحـر الـنـدى فـي قـبـضـــــة الأعــــــداء
فـنـضـالــهم مـشــهــورة قـسـمـاتـــــه        كـالـشـمـس تُـزهـــر مــن ذُرا الـعـلـيـــاء
مـا كـان ذنـبـهــمُ ؟ لـمـاذا عـذّبـــوا ؟        الـذّنْـبُ فـي وطـنـيّــة الــشـــرفــــــــــــاء
إنـي أرى نـفـسـي تـعـدّيْتُ الـمــــدى        وقـريـضـيَ الـمـحــــزونُ كـالإقـــــــــواءِ
واللـفـــظ مــنـي عـاجــز مـتـصـلّــب        وفــؤاديَ المــكــلــومُ كــالــرمــضـــــــاء
غــبـراءُ نـاحـلــة حــروفـي غــثــــة            والـعــذرُ مـقـبــول مـــن الــشـرفــــــــــاء
خـذْهـا شـعـورا صـادِقـا مـتــوقـــــدا        ودع الـحــروف لـهــوْجَــــل الــشــعـــراء
سـتـعـيـش يا صـفـوان مـلء قـلـوبنـا        حـقـبــا يُــمــــدّدُ حــبْــلــُــهـــا بــدعــــــاء
فـسـلامــنــا بـلـغْــه كــلّ مُــوحّــــــد            وعـــــزاؤنــــــا للـــزوجِ لـلأبــــنــــــــــاء
فجيج : محمد بوزيان بنعلي

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *