Home»Enseignement»وزارة التربية الوطنية وتحديات العصر

وزارة التربية الوطنية وتحديات العصر

0
Shares
PinterestGoogle+

وزارة التربية الوطنية وتحديات العصر

 يحمل العصر الذي نعيشه حاليا تحديات كبيرة للعالم كله ، باعتباره حدا فاصلا يتوقع فيه المزيد من الاكتشافات العلمية والقفزات التقنية ، وإذا لم يلحق متخلفو العالم متقدميه فإن الفجوة ستزداد اتساعا ، غير أن تلك التحديات تتراوح ما بين تلك التي تعيق التنمية ، إلى أخرى تكاد تهدد أو تطمس الهوية ، لتبدأ بالتبعية الاقتصادية والثقافية  وخصوصا في ظل  الانفجار السكاني ،و انطلاقا من الأهمية المتميزة التي تحتلها منظومة التربية والتكوين فإنها لم تخضع بعد لأي تقويم شامل يمكنها من الإقلاع نحو سبر أغوار المستقبل واقتراح التغييرات الكفيلة بالنهوض بالمدرسة العمومية بهدف الوصول إلى نظام تعليمي مستقبلي لأمتنا .

 البداية هنا هي أن نعرف وضعنا التعليمي الحالي حتى نستطيع اقتراح الحلول الناجعة لمشكل الأمية والمرتفعة نسبتها خصوصا وسط النساء ونتحدث هنا عن الأمية التقنية والأمية الثقافية والمتجلية تداعياتها في غياب المعرفة العامة بأحوال المجتمع وتاريخه  ومشكلاته والقدرة المنهجية على التحليل النقدي والقدرة العملية على حل المشكلات المتجددة ، ولعل ضعف المشاركة السياسية يلعب فيها التعليم إلى جانب مؤسسة الأسرة دورا حاسما وتشير هنا الدراسات الحديثة في مجال التطور السياسي للمجتمعات الإنسانية  إلى التأثير الكبير للمؤسسة التربوية لتأهيل الناشئة سياسيا .

وعلاقة بالنمو الديموغرافي  ظهر مفهوم الاكتظاظ بشكل مغلوط حيث يقتضي الأمر تعليم أبناء الشعب ، وهكذا أصبح بعض الأساتذة يرفضون العمل بقسم يضم معدل 45 تلميذا في حين أن المعدلات الدولية لا تعتبر الرقم المذكور مؤشرا للاكتظاظ وهذه الإشكالية مرتبطة ارتباطا وثيقا بتدبير معقلن للموارد البشرية في منظومة التربية والتكوين كما هو مرتبط أيضا بمسألة توطين المؤسسات حيث تتم العملية وفق اعتبارات غير محسوبة . 

فالإدارة التربوية تعتبر العمود الفقري في المنظومة لذا من المفروض أن تظل قوة اقتراحيه سواء تعلق الأمر بالبنية التربوية أو التنظيم التربوي أو غيرها من وسائل التدبير الإداري والتربوي ، أما إذا اقتصر دورها على حمل البريد من وإلى …… فتلك مهمة يمكن أن توكل لأحد الأعوان ، ففي اعتقادي وحسب ما ورد في الاتفاق الأخير مع الوزارة يمكن تكليف أحد الأساتذة الفائضين بمهام إدارية تبعا لسماح البنية التربوية بذلك .

ففي إطار إصلاح الاختلال الذي يعرفه قطاع التعليم  قام وزير التربية الوطنية بإصدار قرارات أظنها صائبة في جوهرها  سواء ما تعلق منها بالتوقيت المدرسي أو التعليم الخصوصي واعتبرت جريئة وقتها ، غير أنه  ثارت ضجة حول هذه القرارات يمكن وصفها بالمغلوطة أو تندرج في إطار المزايدات فالمتأمل جيدا للفيديو المنشور على بعض المواقع الإليكترونية حول حوار أجراه مع بعض الأساتذة عل هامش المجلس الوطني للحزب في إطار انتخاب الأمين العام سيكتشف قمة المنطق في تناوله للموضوع ، لا تهم الطريقة التي سلكها لمعالجته لسبب بسيط هو أن الأمر لا يتعلق بلقاء رسمي ، فبتغليب العقل عل الرغبة لمقاومة التغيير يستطيع الفرد أن يحد نصيب الرغبة ليقصرها على الانعكاسات الدفاعية لأي تجديد مهما تضمن مصلحة البلاد والعباد ، فلما هدد بإعفاء مسؤولين أيا كان مستوى المسؤولية فلأنه ربما قدمت له معطيات غير صحيحة  وبالتالي يستحق من يتجاوز قرارات مرؤوسيه العقاب المناسب لكن لما تبين العكس وتم التحقق من جميع المتغيرات لم تشهد الساحة التعليمية أي إجراء من هذا النوع اللهم تلك التي طالت بعض رؤساء المؤسسات التعليمية عبر التراب الوطني والتي لا زالت مجهولة وغير مفهومة في وسط المديرات والمديرين . أما عن قوله ( المدير وصاحبتو ) فماذا لو قال ( المدير وصاحبو ) والتساؤل هنا لماذا تم تصريف القول بالشكل القدحي ، ألا يعني هذا أن وضعية المرأة في هذا البلد لا زالت  تعاني من الدونية من جراء سيادة مجتمع ذكوري يفرض سيطرته على تأويلات وتفسيرات سلوكات النصف الآخر من المجتمع وكيف يعقل أنه لم يتم تفسير (صاحبتو ) ب زميلته في العمل وهكذا نكون قد ابتعدنا عن التفسير الجنسي للعبارة .

أما عن كونه مراكشيا أو غير ذلك فما العيب في ذلك ؟ ، فهل يعني أن مراكش ليست جزءا لا يتجزأ من هذا الوطن الحبيب ؟ أخيرا ينبغي أن يعلم المتزايدون أنه الشخص الذي مثل الدولة في أكثر من بلد أجنبي وبحكم علمي كانت مهمته ناجحة كل هذا فضلا عن كونه عضوا في حكومة انبثقت من صناديق الاقتراع ، وبهذا فهو ينفذ توجيهات صاحب الجلالة ذات المرجعية المتجلية بشكل واضح في الخطاب السامي 20 غشت ، كما يترجم برنامجا حكوميا على أرض الواقع .

قد يحلو للبعض أن ينعتني بالتملق فهذا شأنه فلست أبتغي منصبا ولو كنت كذلك فإن مكاني الطبيعي بمدرجات الجامعات اعتبارا للمكانة العلمية لكن اكتفيت بوضعية تدبير الشأن التربوي بمؤسسة تربوية ابتدائية انطلاقا من قناعتي بالموضوع فقط أدافع باستماتة عن كرامة المدير التي لا ولن يسمح بتجاوزها . فقبل إصدار أي حكم ينبغي الأخد في الاعتبار بأن للحقيقة وجه آخر ، ولست أدري لماذا يأسرني دائما ما يمكن تسميته ( بالفكرة النقيض )  أو الوجه الآخر للعملة أو نصف الكأس الذي يراه المتفائل ممتلئا في حين يراه المتشائم فارغا ما نعنيه هنا أن للحقيقة وجهها الآخر قد يكون مكملا لها وربما كان أكثر صدقا منها ، فلما جاء غاليليو غاليلي وفكر بطريقة معكوسة حيث رفض عد الأرض مركز الكون وأن الشمس تدور حولها فقلب الآية لتعود الشمس هي المركز والأرض تدور حولها وأصبحت هذه من المسلمات والبديهيات حتى يثبت العكس وبالتالي فإن فكرته هاته أثرت تأثيرا عميقا في تاريخ البشرية ليس في الجانب العلمي فحسب بل في جميع جوانب الحياة ، فبعد أن كان الإنسان سيد هذا الكون يسيطر على مركزه (الأرض) أصبح مجرد كائن صغير يعيش على أحد الكواكب، بهذا الصدد يقول وليام جيمس : علينا أن نعيش اليوم بما توصلنا إلى معرفته عن الكون حتى اليوم ، ولكن علينا أن نعد أنفسنا لتسميته غدا مجرد  أوهام ، حين نكتشف حقائق أخرى وصدق الشاعر إيليا أبو ماضي حيث قال كن جميلا ترى الوجود جميلا ، وأضاف : قال السماء كئيبة وتجهما ________ قلت ابتسم يكفي التجهم في السما 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. منصور /رجل تعليم
    17/10/2012 at 23:54

    اخي الاستاد عشور
    اول شيىء ابلغك سلامي وسلام عائلتي لك و الى كافة اسرتك الصغيرة وارجو ان نراكم في ساعة الخير ان شاء الله تعالى
    لن اصفك بالمتملق على مقالتك في في حق اغرب وزير تعليم وليس تربية عرفته بلادنا ولكن لا اعقد ان التبريرات التي قدمتها تشفع له بعد ان تنصل النواب الاستقلاليون انفسهم عن الدفاع عنه
    تحدثت عن جراة الوزير في اتخاد بعض القرارات الجريئة نحو قراره حول التعليم الخصوصي الدي اربك الجميع /علما انني لا اقدم دروسا خصوصية ولا ادافع عمن يمارس دلك/ اما عن مدكرة تدبير الزمن المدرسي فتلك طامة كبرى /تخيل معي ان المطاعم المدرسية في بعض المؤسسات بوجدة تحولت الى قاعات للدراسة/والسيد وزير التعليم وليس التربية يصرح بعظمة لسانه انه لا يهمه الاكل ويضرب لنا المثل بدولة الهند التي لا اعرف مادا كان يفعل فيها
    اخي عشورلو خرجت من جبة المفتش وعدت الى الاحتكاك بالطبشور اللعين لكان لك موقف اخر

  2. كتابي محمد تازة
    18/10/2012 at 17:26

    امولاي ادريس والله اتحفتنا بهدا المقال الرا ئع بعد طول غياب قد نختلف معد في الرايء لكن نكن لك المودة والصفاء نظرا لطغيان المنظور الفلسفي والمنطق في مقالاتك ننتظر منك المزيدلك مودتي

  3. عبدوا
    18/10/2012 at 21:42

    ما جاء به الوزير ربما له نسبة الاسد من الصواب ولكن السيد الوزير له افكار وليس له طريقة تنزيل هده الافكار .المشكلة عنده في طريقة الانزال والكيف ومتى. ربما وجد وزيرنا في حساباته وارشيف وزارته ما يبرر ما هو الان بصدد فعله ويمكن ان نقول انه تعرض لصدمة لما اطلع عليه ولكن هدا ليس مبررا لكي يحول هده الصدمة الى القطاع وبطريقة عنيفة لانه لاصلاح ما افسدته الوزارات السابقة يجب ان تكون عملية الاصلاح فيها سلسة وبتدرج للخروج من نفق الفساد والعشوائية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *