Home»Enseignement»وزارة التربية الوطنية والإصلاح المنتظر

وزارة التربية الوطنية والإصلاح المنتظر

0
Shares
PinterestGoogle+

وزارة التربية الوطنية والإصلاح المنتظر

إن البشرية  تدخل في فضاء جديد ، لعله عالم الحداثة والذي تتغير فيه العلاقات حسب الزمان والمكان ، إنها تتغير في بنياتها مع شبكات التواصل الجديدة والتي من أهمها الديمقراطية وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع وغيرها من المقاربات التي تفرضها الحداثة إن لم نقل ما بعد الحداثة التي تعيشها الكيانات المتقدمة ، وهكذا فإن الحدث هو ما يولد الحقائق التي تستدعي أشكالا جديدة من التفكير ،ومن يقرأ الحدث  ينشئ علاقة مغايرة مع الحقيقة التي يمتلكها أو يتوهم أنه ألقى القبض على جزء منها ، من هنا يتبين أن المشهد العالمي يتغير مع كل حدث وفي التاريخ إجابات عديدة للموضوع ، وحيث إن الأحداث الكبرى التي غيرت وجه الكون ومشهد العالم هي من قبيل مفاهيم الحدث والحقيقة والفكر والتي تتداخل بقدرما تتقاطع ولا مجال لأن ينفك أحدهما عن الآخر ، بل يعاد تركيبها باستمرار ، ومع كل مفهومية جديدة يحصل تغير في  المشهد وتتغير معه المعارف وأنواع الاتصال حسب قوة وأثر الحدث سواء من حيث الثقل أو الوزن  وبالتالي لا مناص للفرد إلا أن يفكر بصورة إيجابية ومنتجة وذلك بالتكيف مع الوقائع بميكانيزمات الاستيعاب والتلاؤم بغية التعايش مع الحقائق الجديدة ، هكذا  فكر الفيلسوف الفرنسي أوغيست كونت مهندس الفيزياء الاجتماعية حين قال بالنظرية الوضعية ( الايجابية ) الذي عاش الثورة الفرنسية فراعه ما أصاب المجتمع الفرنسي من فوضى وتمزق ، وعزا الأمر إلى تنافر الأفكار ، معبرا عن ذلك بقوله ( الفوضى العقلية تؤدي إلى الفوضى الأخلاقية هذه الأخيرة تؤدي إلى فوضى سياسية ، وتجاوز الفوضى السياسية يحتم في البدء وضع حد للفوضى العقلية )

وبهذا الصدد فقد تمكن بلدنا الحبيب بقيادة صاحب  الجلالة  من جعل 9 مارس حدا فاصلا بين مفاهيم قديمة في التدبير وأخرى جديدة تعاطى معها الشعب المغربي قاطبة بالإيجاب  لبناء تاريخ جديد قوامه الشفافية والوضوح وتكافؤ الفرص ….. عكس ما وقع ويقع في محيطنا الإقليمي  والذي سمي بالخريف عفوا الربيع العربي، إذن  كفانا تشويشا على أداء الحكومة التي لم تكمل بعد سنتها الأولى ولنحترم مؤسساتنا الدستورية حيث هناك  برلمان  يمارس صلاحياته الدستورية وفق منظور جديد نذكر منها المعارضة البناءة على سبيل المثال لا الحصر .

بعد هذا التقديم نقول إن مدرستنا المغربية هي مؤسسة اجتماعية تتحدد داخل البنية الاجتماعية لا خارجها فهي ، في وجودها الاجتماعي ، على علاقة داخلية عضوية مع بنية المجتمع ككل وإن كان لها كيانها الذاتي ،معنى ذلك أنها ليست منفصلة في وجودها أو في تطورها عن المجتمع الذي فيها تنعكس بنيته وصورته ، وبالتالي فإن وجودها ليس وجودا مجردا بل هو وجود متميز تاريخيا واجتماعيا ، وهكذا فإن التفاعل القائم بين المدرسة والمجتمع هو جدلي بطبعه إذ كلما تطور المجتمع تطورت معه المدرسة والعكس صحيح ، من هذا المنطلق نعتقد أن حمل نظارات سوداء وتسليط الضوء على السلبيات دون الإيجابيات وتحميل الآخر المسؤولية هو قبيل المزايدة والعدمية  ، بحيث إذا كان هناك اختلال فكل مكونات وقطاعات المجتمع مسؤولة عنه ، وهي حقيقة لا ينبغي التملص منها ، لأن  دراسة أي ظاهرة معينة تقتضي الأخذ بعين الاعتبار جميع المتغيرات المحيطة بها و إلا فإن  نتائجها لا تعدو أن تندرج ضمن أحكام قيمة أو انطباعات ليس إلا . فعلى سبيل المثال مؤسسة تعليمية معزولة ( انعدام الطريق ) ، غير مربوطة بشبكتي الماء  والكهرباء ما يعني ارتفاع نسبة الهدر خصوصا في صفوف الإناث فهل يمكن تفسير الظاهرة بتقصير في أداء وزارة التربية ومكوناتها ؟ هذا علما أنه  القطاع الأول الذي يكرس تواجده في المناطق النائية والمعزولة  قناعة من مكوناته الإدارية بأهمية التمدرس للجميع  .

ومعلوم أن منظومة التربية والتكوين قد عرفت منذ الاستقلال إلى الآن عدة إصلاحات  كان آخرها الميثاق الوطني . وإذا كان بودنا أن لا ننكر المجهودات التي قام بها الفاعلون في القطاع على مستوى التراكم البيداغوجي والمنهجي فإن أيا منها لم يتوقف ولو لحظة للقيام بقراءة نقدية للسابق أو عملية تقويم للواقع التعليمي حتى يبعد نفسه عن تبني نماذج جاهزة ، بالإضافة إلى أنه  بممارسة القراءة النقدية سيكون قد توقف عند الضرورة التي جعلته يتبنى ما تبناه من إصلاحات سواء على مستوى الهيكلة أو على المستوى البيداغوجي . لكن لما جاء السيد الوزير الحالي الذي ينتمي إلى حكومة تتمتع بصلاحيات واسعة طبقا لدستور فاتح يوليو   ، وحاول رصد الاختلال ومعالجته بالجرأة المفروضة وبالوضوح في التصور وبالاستقامة المعهودة فيه قام بإصدار قرارات أظنها صائبة في انتظار القيام بعملية تقويمية للبرنامج ألاستعجالي خلال الأيام القليلة القادمة بهدف تحديد مكامن الضعف بالضبط لمعالجتها ومكامن القوة لتطويرها   ، إذاك قامت قائمة ولم تقعد خصوصا من المتخندقين في جيوب مقاومة التغيير نحو الأفضل لصالح الأمة ، هؤلاء المقاومون يمكن تصنيفهم إلى صنفين أولهما المتقاعسون ثانيهما المستفيدون من امتيازات معينة على حساب المدرسة العمومية ، ولست في هذا الباب لأبين الخيط الأسود من الأبيض ، فقط أشير هنا إلى مثالين 1 ) مستغلي السكن الإداري أو الوظيفي بدون وجه حق هو قرار أعجب غير المستفيدين في حين ثار حفيظة المستفيدين ، أين نحن إذن من الموضوعية ؟ 2) الإشكالية التي أثارت ضجة مفتعلة والمتعلقة بالتلميذة التي خاطبها السيد الوزير بكونها في حاجة إلى الزوج ،هنا في اعتقادي لا أرى أي إساءة في هذا الخطاب لسببين : 1) فمن الناحية التربوية يلاحظ (بفتح الحاء) سواء من خلال بنيتها الجسمية أومن خلال سنها أو تكرارها أو متغيرات أخرى … أنه كان  عليها التموقع في مستويات متقدمة من المستوى الموجودة فيه الآن ، فلنفترض أنه وجدنا طفلا ذكرا يحلق اللحية وهو لا يزال يتمدرس بالابتدائي أو الإعدادي لا شك أنه  سيثير استغراب الأساتذة قبل غيرهم، وهنا ينبغي أن نبحث عن دواعي التأخر  هل يتجلى في التسجيل المتأخر أم التعثر الدراسي أو…؟ مما سيسمح للأساتذة أنفسهم بدون شك  بالتنبؤ له بعدم استكمال المشوار الدراسي ونصحه بالتكوين المهني أو البحث عن شغل  2) على المستوى السيكولوجي أو النفسي فإن أي فتاة تبلغ سن 15 سنة ولو كانت  ناجحة في مشوارها الدراسي فإن تفكيرها في فارس الأحلام يبدأ في النمو يوما بعد يوم. وفارس الأحلام هذا يفترض فيه أن يمتص صورة أبيها والعكس بالنسبة للفتى حيث بعد انسحاب الأنثى الأولى (الأم ) من التمثل تأتي الأنثى الثانية على أثر ومجرى الأنثى الأولى ويفترض أيضا أن تمتص الثانية صورة الأولى ، هذا فقط على مستوى التمثلات ويستحيل أجرأتها لهذا نلاحظ نسبة الطلاق المرتفعة وحتى غير المطلقين يجمعهما أمرين اثنين هما التوافق أو المصلحة المشتركة .  

بناء عليه أين تتجلى هفوة الوزير ؟ اللهم من يريد القفز على الحدث للتغطية عن زلاته وهفواته أو الحفاظ على امتيازات غير مشروعة  باللجوء إلى  النقد الهدام باستعمال ألفاظ غير أخلاقية والاستهزاء بانتمائه إلى جزء من هذا الوطن الحبيب الذي يعد قبلة للسياحة الداخلية والخارجية فضلا عن الخوض في أمور شخصية  الشيء الذي يتنافى مطلقا مع قيمنا الحضارية والإنسانية  والإسلامية  خصوصا ممن  يتبنى المرجعية الدينية  منهجا ليدعي امتلاك الحقيقة ،ويسمح لنفسه بإصدار أحكام التكفير في حق من شاء ، فذاك علماني كافر ، وآخر أدلى برأي يخالف رأيه كافر أيضا إن لم يصنف زنديقا  وذاك ، وذاك ….وعليه ينبغي التذكير أن تاريخ الفكر ما هو إلا تاريخ البحث عن الحقيقة وفقدانها في آن ، هو تاريخ لنصب الفخاخ المعيارية لأجل الإيقاع بها أو على جزء من ماهيتها ، لهذا فالبحث عن الحقيقة وادعاء امتلاكها تدفع الإنسان إلى الخطأ والضلال لذا كان الضلال  هو إمبراطورية التاريخ  وكان مبحث الحقيقة هو ما يميز عصور العالم ، فربنا جل جلاله هو الكفيل برعايتها حيث سيبين لنا الأمور التي نحن فيها مختلفون يوم القيامة ، فحتى العلماء الأجلاء لما يفتون في أمر ما لا يجزمون بل يختمون قولهم ب الله أعلم من أمثال الدكتور العلامة عمر عبد الكافي والدكتور محمد حسان وغيرهم حيث أواظب على تتبع محاضراتهم  . ختاما نقول إن الذين يضعون أنفسهم في  معارضة الاجتهاد والتجديد والتغيير بالإبداع ، إنما يرتكبون غلطة في حق التطور والرقي الإنساني ، فالدين نزل على الناس ليعلمهم القيم العليا التي لا تستقيم بدونها حياة كريمة .

أخيرا تحية للسيد وزير التربية الوطنية ومزيدا من الصرامة وتحية لأسرة التعليم بنيابة تاوريرت بدءا بالسيد النائب الإقليمي مرورا برؤساء المصالح وموظفي النيابة والمديرين والمفتشين وانتهاء عند هيئة التدريس بمختلف الأسلاك وعيدكم مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير والسلام عليم  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

5 Comments

  1. Ancien prof a Taourirt
    31/10/2012 at 23:51

    Votre analyse me parait logique.Moi aussi je partage votre opinion.Tout ce que Mr le ministre vient de faire est en faveur des pauvres eleves victime de l inconscience professionel et du laisser aller des responsables aveugles avec aucun esprit de responsabilite.

  2. أستاد
    01/11/2012 at 09:58

    ان عهد سياسة النعامة يجب أن ينتهي و يجب أن نكف عن التملق للمسؤولين لأي سبب من الأسباب.ان السيد وزير التربية الوطنية ارتكب خطأ جسيما في حق تلميدة في بداية مشوارها الدراسي و عليه ان يتحمل مسؤوليته باعتباره مسؤولا عن القطاع قام بسلوك لا تربوي و لا أخلاقي,سلوك استغرب له الجميع الا صاحب المقال و دلك لحاجة في نفسه.أما عن النصيحة المغفلة التي اراد صاحب المقال أن يبرر من خلالهازلة السيد الوزير فهي أفدح من سابقتها لأن للتلميدة ولي مسؤول يقدر مصلحة ابنته,و أن للتلميدة الحق في التمدرس و التعلم رغم ضخامة جسمها لأن القانون يسمح لها بالدراسة اد لو استنفدت سنواتها الدراسية لفصلت بالقانون.وحتى اد زعمنا أن السيد الوزير أراد أن يقدم النصيحة فهل بهده الطريقة ننصح فلدات أكبادنا؟هل قدر صاحب المقال الأضرار النفسية التي ترتبت عن هدا السلوك؟هل تصور حالة أم و أب التليدة بعدما أصبحت ابنتهما موضوع حديث العام و الخاص؟ لو كانت التلميدة بنت صاحب المقال هل كان سيكون له نفس الموقف؟ادن يجب أن نكف عن محابات المسؤولين ونبحث لهم عن أعدار أقبح من زلاتهم و لا يجب أن نخلط بين الواجب و المسؤولية و الهفوات والأخطاء ونبرر هدا بداك.ان محاربة طاهرة احتلال السكن الوطيفي تدخل في صلب واجبه و مسؤوليته و ليس من باب الإحسان و لهدا لا يجب أن ننطر من نفس الزاوية لتصرفات و قرارات السيد الوزير.ان القيام بالواجب شيء و التعدي على حقوق الغير شيء آخر لا يليق بوزير للتربية و التعليم.

  3. كتابي محمد تازة
    01/11/2012 at 13:46

    امولاي ادريس كل الخطوات التي اقدم عليها السيد محمد الوفا وزير التربية الوطنية تصب في منحى واحد هو الوقوف على الاختلالات ومااكثرها في الحقل التربوي ثم محاولة اصلاحها لانها المنطلق الاساسي لاصلاح منظومة تربوية تحتضر لكثرة الفساد والمفسدين سابقا كانت الاصلاحات شكلية ولاتمس الجوهر علما ان الاصلاح يكون بمصلجين وليس مفسدين السيد الوفا مشكورا وضع الاصبع على الداء ويسير في الانجاه الصحيح اولا محاربة الخفافيش (خفافيش الظلام)الوصوليين والانتهازيين ثم اصلاح الاختلالات المتعاقبة في الحقل التربوي بعد دلك وضع برامج و اجندة محددة واولويات الاصلاح النمودجي الحقيقي الدي يمكنه اعادة الاعتبار للمؤسسة التعليمية ان اصلاح التعليم شيء سهل ادا توفرت النوايا الحسنة والارادة والعزيمة وصعب للغاية في ظل وجود جيوب المقاومة الدين يصطادون في الماء العكر والدين يحنون دائما للماضي وترك الحال غلى ما هو عليه للمحافظة على الامتيازات والمصالح تحية للسيد الوفا ولكل غيور على مجال التربية تحية لك اسي عشور ولكافة اطر النيابة بتاوريرت ولن انس اطر الادارة التربوية والتدريس والى لقاء قريب

  4. عزالدين الصادقي
    02/11/2012 at 21:55

    ربما السيد الوزيرنصح التلميذة بالزواج لأنه خاطبها كأب يعرف جيدا أن ضمان استقرارأسرة أفضل وأذكى عوض ولوج مدرسة لم تعد تنتج وياللأسف لا معرفة ولا أجيال صالحة لغدها أولا ولمجتمعها أيضا.

    صحيح أن واقع تعليمنا يؤلمنا، صحيح أن الدولة تخلت عن تربية أجيال الغد لغلاء التكلفة ، لكن الأكثر مؤلما هو قبول الفاعلين الأساسيين لرشاوي الدولة بتضخيم أجورهم وقبلوا عن طواعي واختيار الانضمام إلى جانب الدولة لإقبار المؤسسات التربوية.

    إن مدرسي الماضي الذين أحسنوا تعليمنا آمنوا حقا بالرسالة النبيلة لذا كان الكل يقف لهم تبجيلا، أما حاليا فالرسالة أضحت مجرد وسيلة لذا صارت الصورة رذيلة.

    مع تحياتي للأسرة المستحلة

    عزالدين الصادقي

  5. prof
    03/11/2012 at 01:24

    Mr elwafa se compte parmi les grand Hommes du Maroc.Celui qui critique ses decisions ne veut pas du bien pour l enseignement au Maroc.Pourquoi vous parlez toujours de l eleve de Marakech?C est une mensonge du France 24 l enemie du Maroc.Ecoutez sa professeur a Hibapress .Elle dementie tout ca.Arretez svp vos blablas et laisser l Homme travailler .Que Dieu l aide.AMINE.Je ne suis pas du genre Lahass ou Motamali9 mais j aime les BRAVES HOMMES.Koun sba3 w koulni!MERCI pour la publication.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *