Home»International»المواطن المغفل

المواطن المغفل

0
Shares
PinterestGoogle+

تعتبر الرشوة من الأمراض الاجتماعية المستعصية والتي يصعب محاربتها بوسائل النصح والإرشاد والانحياز إلى الوازع الأخلاقي.

والمرتشون فئة من   الموظفين الصغار والكبار والمستخدمين في القطاع الخاص, الذين يجعلون من منصبهم, وبحكم السلطة التي يمارسونها, وبحكم النفوذ الذي يعطيه لهم هذا المنصب, يستغلون ماديا المنصب والمهام التي يقومون بها.فالمنصب أو الوظيفة تصبح أداة للارتزاق غير المشروع ووسيلة للثراء غير المشروع أيضا.

وفي الوظيفة العمومية وشبه العمومية والخاصة ,هناك صغار المرتشين وكبارهم.والملفت للنظر إن الوسائل السمعية والبصرية العمومية تنبه فقط إلى صغار المرتشين في إعلاناتها ضد الرشوة .والصورة التي تعطيها للمشاهد والمستمع ,أن الرشوة يقوم بها الصغار فقط.وهذا التصور يظهر أن جمهور المشاهدين والمستمعين هم من السذج والمغفلين و|المستحمرين|الذين يسمعون ويشاهدون ولكن لا يفقهون ولا يفهمون.

تصور رواية |البؤساء| ل فيكتور هيجو,بطلها الذي قضى 19 سنة سجنا مع الأشغال الشاقة, والتهمة هي سرقة قطعة خبز,لأنه كان جائعا.ورغم قضائه المدة كاملة ,إلا أن لعنة السجن ظلت تلاحقه أينما حل وارتحل.إنها سرقة الصغار,وهي شبيهة برشوة الصغار.

كان لابد أن تنظر التلفزة وتعطي الأمثلة عن الرشاوى في المستشفيات العمومية ’عند بعض الأطباء الذين لا يقومون بإجراء عمليات جراحية مستعجلة إلا بمقابل مادي|رغم أن المستشفى عمومي,والمال يدفع لجيب الطبيب| بل إن بعضهم يسلم شواهد طبية لاستعمالها في القضاء وبالمقابل أيضا.وقطاع العدالة لايسلم من هذا المرض المزمن,فقد صرح احد القضاة على شاشة التلفزة المغربية الأولى,إبان الحملة لإصلاح القضاء,قائلا وبدون خجل,أن القاضي عندما يعين بمنطقة ما ’فان أول شيء يقوم به هو البحث عن وسيط يأتي له بالضحايا الذين يقدمون المال مقابل الحصول على الغلبة أو الإفلات من العقاب||ملاحظة:الموضوع المناقش هو نزاهة القضاة’كيف||

إن العيب الذي نرتكبه في تفكيرنا واعتقادنا هو فضح الصغار وستر الكبار.إن الرشوة وسرقة المال العام ظاهرتين لعملة واحدة.لافرق بين هذا وذاك.فالصناديق الفارغة والمفلسة  مثل صندوق التقاعد والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وشركات أفلست بسوء التدبير |كوما ناف مثلا أو الملكية للطيران|| والقائمة طويلة من الماذونيات إلى مقالع الرمال  إلى الصيد في أعالي

البحار…تبين أن الأمور لا تسير سيرا طبيعيا وتحتاج إلى تصحيح وإعادة النظر….

نتمنى مخلصين أن تتخلص بلادنا من مخربي الاقتصاد الوطني ومن آكلي لحوم البشر والمال العام والمال الخاص أيضا.وان يعاقب هؤلاء على الجرائم التي ارتكبوها في حق الوطن والمواطن.

     انجاز: نورالدين  صايم

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *